خصائص البحث العلمي:
تتمثل خصائص البحث العلمي فيما يلي:
الواقعية: وهي الارتباط بالواقع والأحداث الحسية والمرئية، كما نشهدها على أرض الواقع العلمي، ويجب أن يكون من الممكن التحقق من صدق نتائج البحث وقابليتها للتحقق في الواقع.
الموضوعية: وتعني الحياد أو الابتعاد عن الذاتية في إعداد البحث العلمي، فالموضوعية مرادفة لعدم التحيز الى رأي أو الى موقف ما، حيث يقوم فيها الباحث بوصف شيء أو ظاهرة بصدق، أي بشكل مطابق لأرض الواقع أو لما تناوله غيره من الباحثين دون التحيز، وبمعنى أخر وصف ظاهرة معينة كما هي دون زيادة أو نقصان، ما عدا إبداء الرأي بشكل محايد.
الوضوح: والمقصود منه وضوح وبساطة خطوات البحث بطريقة يمكن للآخرين اتباعها وتكرارها، أي بما يسمح لباحثين آخرين باتباعها لمجاراة نتائجهم وتحقيق الضبط لنتائج هذه البحوث، حيث يتم تقيد الباحث بخاصية الوضوح من خلال تحديد خطوات معينة يتبعها ويلزم نفسه بها، بالإضافة إلى انطلاق العملية البحثية وفق خطة محددة وتصميم واضح، إذ تبدأ من نقطة معينة، ووفق زمان ومكان محددين مسبقا، ولا يتوقف البحث إلا بعد الإجابة عن الإشكالية المطروحة حول موضوع البحث واختبار وإثبات فروضه أو نفيها والتوصل إلى نتائج معينة حول موضوع البحث.
عام (شامل) ومجرد: ويقصد بها أن تكون نتائج البحث قابلة للتعميم على الحالات المماثلة، وفي حالة استخدام العينة يجب الالتزام بالأسس التي تكفل التمثيل الصادق لمجتمع الدراسة.
الدقة: وهي الالتزام بالدقة في إعداد البحث العلمي، سواء تعلق الأمر بالدقة في وصف وتصنيف الظاهرة المدروسة أو التقيد بضوابط وقواعد منهجية البحث العلمي، فالبحث العلمي ليس مجرد انطباعات شخصية أو آراء مزاجية للباحثين، بل هو عبارة عن تقارير علمية قائمة على قواعد منهجية مضبوطة تبرهن النتائج المتوصل إليها، حيث قال إبراهيم العسل في هذا الشأن " الطريقة العلمية تتميز بدقة ألفاظها واستخدام القياس الكمي الدقيق كلما اقتضت ضرورة البحث العلمي، كما ترفض الطريقة العلمية الألفاظ الغامضة مثل أكثر أو أقل أو تقريبا".
التنبؤ: إن النتيجة المتوصل إليها لأي بحث علمي هي مدى القدرة على التنبؤ بمسارات أو مستقبل الظاهرة المدروسة، فقد حدد ماكس فيبر مهمة علم الاجتماع في دراسة الفعل الاجتماعي دراسة سببية وعرفة مساراته ومآلاته، وقد طورت العديد من التقنيات الإحصائية التي تساعد على التنبؤ كقانون الانحدار المعياري، لكن ما زالت هناك العديد من الانتقادات الموجهة للعلوم الاجتماعية، متمحورة حول عدم قدرتها على التنبؤ بمآل الظاهرة.
الجودة والسلامة اللغوية: يشترط في البحث كتابته أو تدوينة بلغة أكاديمية خالية أو سليمة من العيوب اللغوية الشائعة، والتي تنقص من قيمة وجودة البحث العلمي، فعلى الباحث اكتساب لغة كافية لإعداد بحثه وفي حالة ضعفه اللغوي الاستعانة بمدقق لغوي، فكثيرا ما يعاب على الباحثين عدم تحكمهم في اللغة المستخدمة في كتابة البحث، خاصة اللغة العربية.
الأمانة العلمية: يجب على الباحث العلمي التحلي بروح الأمانة العلمية في إعداد البحث العلمي، وذلك من خلال تجنب السرقة العلمية هذا من جهة، ومن جهة أخرى التقيد بقواعد وضوابط منهجية البحث العلمي، مثل طرق الاقتباس والتهميش وتوثيق قائمة المراجع العلمية، وكذا احترام مراحل وهيكلة إعداد البحث العلمي دون تقديم أو تأخير بينها، بالإضافة إلى التحكم في مفاهيم وأدوات البحث العلمي.