Aperçu des sections

  • الدرس الأول: مشكلة البحث

    • .أولا: مفهوم المشكلة:

               كثيرا ما تتردد أمامنا كلمة "مشكلة" فهل تعني وجود صعوبة ما؟ وجود نقص ما؟ خطأ ما؟ إننا حين نكون أمام موقف غامض فإننا نقول: هذه مشكلة، وحين نكون أمام سؤال صعب فإننا نواجه مشكلة، وحين نشك في حقيقة شيء فإننا أمام مشكلة، وحين نحتاج شيئا ليس أمامنا فإننا في موقف مشكلة، فما المقصود بالمشكلة؟

               إن الإنسان يعيش في بيئة، و يتفاعل معها بإستمرار، و يتولد نتيجة هذا التفاعل عدد من الحاجات نستطيع إشباع بعضها بسهولة و نواجه صعوبة في  إشباع بعضها، فإذا كان الانسان جائعا وكان أمامه طعام فليس هناك مشكلة، أما إذا كان جائعا و لم يجد طعاما فإنه أمام مشكلة، فكيف يجد الطعام؟ و كيف يعد الطعام و ما نوع الطعام؟ و هل يمتلك تكاليف الحصول على طعام؟

      فالمشكلة إذن هي حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمام حاجاتنا.


  • ثانيا: مصادر الحصول على المشكلة

    • عرفنا في الفقرات السابقة أن المشكلات تنشأ من تفاعل الإنسان مع بيئته، و إن هذا التفاعل يعتمد على عوامل تتعلق بالإنسان نفسه و عوامل تتعلق بالبيئة أيضا، و لذلك تبدو النشاطات التي يمارسها الإنسان في بيئته و الخبرات التي يمر بها في حياته اليومية مصادر هامة لتزويده بالمشكلات التي تستحق الدراسة، و يمكن تحديد المصادر التالية للمشكلات:

      والطالب في مدرسته أو كليته يوجه كثيرا من المواقف لا يستطيع تفسيرها فإذا كان يتمتع بحس نقدي و رغبة في الوصول إلى الحقيقة، فإنه يرى في هذه المواقف مشكلات تستحق الدراسة.

           و الموظف في عمله يواجه مواقف متعددة لا يستطيع تفسيرها، مثل زحمة العمل في يوم ما، و قلة العمل في يوم آخر، فإذا فكر في عوامل هذه المواقف فإنه يجد نفسه أمام مشكلات تستحق الدراسة.   و من هنا نستطيع القول: إن حياتنا العلمية و خبرتنا و النشاطات التي نقوم بها هي المصدر التي يزودنا بمشكلات شرط توفر عناصر النقد و الحساسية والحماس و الإصرار لدينا،وتوفر الدافعية و الرغبة في التعرف على الأسباب ة العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلات، فالمواقف التي نواجهها، و شعورنا لأهمية هذه المواقف، و حساسياتنا إتجاهها هي التي تحولها إلى مشكلات صالحة للدراسة.

      1-    القراءات و الدراسات:

      المهم أن نؤكد أن القراءات الناقدة هي التي تكشف عن هذه المواقف أما القراءات التي تهدف إلى حفظ المعلومات فإنها لا تكشف عن مثل هذه المواقف

  • ثالثا: إختيار مشكلات البحث

    • يضع المهتمون بشؤون البحث عددا من المعايير التي تساعد الباحث في إختيار مشكلته، يتعلق بعض هذه المعايير بالباحث نفسه من حيث قدرته و رغبه على القيام بهذا العمل، و يتعلق بعضها بعوامل إجتماعية خارجية مثل فائدة هذه المشكلة بالنسبة للمجتمع و فيما يلي عرض لأهم هذه المعايير:

      أ‌-      معايير ذاتية:

      تتعلق هذه المعايير بشخصية الباحث و خبرته و إمكاناته وميوله، حيث لا يستطيع الباحث معالجو مشكلة ما إلا إذا كان يميل لهذه المشكلة و يمتلك الإمكانات الكافية لحلها، و تتلخص أبرز المعايير الذاتية بما يلي:

      1-   إهتمام الباحث:

      يميل الباحث إلى إختيار المشكلات التي يهتم بها إهتماما شخصيا، فالشخص الذي يميل إلى مشكلة ما يستطيع بذل جهود نشطة إلى حلها، أمالا إذا كان غير مهتم بمشكلة ما فإنه ينفر منها، ولا يستطيع تحمل المتاعب التي يتطلبها حل هذه المشكلة.

      2-   قدرة الباحث:

         إن إهتمام الباحث بموضوع ما هو أمر هام يثير دوافع الباحث للعمل، و لكن الإهتمام وحده ليس كافيا لكي يختار الباحث مشكلة بحثه، فلابد من توفر القدرة الفنية ،والمهارات اللازمة للقيام بهذا البحث، و لذلك نرى الباحث يختار مشكلته بحيث يكون قادرا على دراستها، فإذا توفرت القدرة و الرغبة فلا شك أن الباحث يستطيع إتمام عمله و التوص إلى حل لمشكلة بحثه.

      3-   توفر الإمكانيات المادية:

      إن بعض الأبحاث تتطلب إمكانيات مادية كبيرة قد لا تتوفر لدى الباحث مما يجعل مهمته عسيرة، و لذلك لابد أن يراعي الباحث في إختياره لمشكلته توفر الإمكانيات المادية اللازمة لبحثه

  • رابعا: تحديد مشكلة البحث

    • فما المقصود بتحديد المشكلة؟ وكيف نعمل على تحديد مشكلة البحث؟

           أننا نعني بتحديد المشكلة ما يلي: صياغة المشكلة في عبارات واضحة و مفهومة و محدودة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها، وتفصيلها عن سائر المجالات الأخرى.


  • معايير تقويم مشكلة البحث العلمي

    • أولا: أهمية كتابة مراجع البحث:

       للبحث العلمي أصول وقواعد هامة ينبغي مراعاتها والتقيد بها، ومن ابرز هذه القواعد ما يتعلق بالمراجع والمصادر التي رجع إليها الكاتب، من حيث ضرورة توثيقها بدقة ووضوح حتى تكون دليلا لكل باحث في هذا المجال.

       وتتعلق هذه القواعد بأبرز اتجاهين من اتجاهات البحث العلمي وهي الأـمانة والدقة،  فالأمانة تعني أن ننسب المعرفة أو المعلومة إلى صاحبها و أن لا نسجل الا المراجع التي استخدمناها فعلا. والدقة تعني أن نشير بوضوح إلى مصدر المعلومة سواء أخذناها من مقابلة شخصية أو من محاضرة غير منشورة أو من تقرير مكتوب أو من كتاب منشور.

       إن ذكرى قائمة المراجع في نهاية البحث العلمي يؤدي الوظائف التالية:

      ‌أ.         إبراز قيمة البحث من خلال الإشارة إلى المراجع والمصادر التي رجع إليها الباحث واستفاد منها، حيث تعتبر هذه المراجع مؤشرا هاما على اطلاع الباحث وسعة خبراته وقراءته.

      ‌ب.   توضيح مدى حداثة المعلومات التي رجع إليها الباحث، حيث توضح قائمة المراجع تاريخ نشر كل مرجع، كما توضح مدى أصالة المراجع وقيمتها مع مراعاة أن المعلومات الحديثة تشير إلى وعي الباحث بآخر التطورات التي جرت في ميدان المعرفة، وهذا لا ينفي طبعا أن هناك كثيرا من المراجع الهامة تكتسب أهميتها من أصالتها وقدومها، وهذا يتوقف على طبيعة البحث وطبيعة المعرفة.

       تقديم قائمه بالمراجع الى الباحثين والمهتمين بالبحث في موضوع البحث، حيث تعتبر هذه القائمه خلاصة جهد وبحث، فوجود قائمة بالمراجع توفر على الباحثين الجهد والوقت والنفقات،  شرط أن تحوي هذه القائمة وصفا تفصيليا كاملا لكل مرجع كما سنرى بعد قليل.